تأثير كوفيد 19 على النشاط الرياضي في موريتانيا/ السيد أحمدو ذو النورين
طالت تأثيرات كوفيد19 جميع مناحي الحياة الإنسانية مخلفة خسائر مادية ومعنوية لا تزال البشرية تحت وطأتها منذ بداية الجائحة، ومن ذلك التأثيرات التي نتجت عن انتشاره في موريتانيا منذ أول يوم، تأثيرات ألقت بثقلها على العقول و الأجسام مؤثرة على صحة الإنسان بدنيا ونفسيا.
في هذا السياق كان لكوفيد19 تأثير بالغ على الصالات الرياضية في موريتانيا، حيث حد من أنشطتها وفرض على بعضها الإغلاق، الأمر الذي كان له التأثير البالغ على أصحاب هذه الصالات ومرتاديها على حد سواء.
الداه معط الله (35 سنة) مالك صالة رياضية بمنطقة أوفو الكيلة بمقاطعة عرفات بانوكشوط يقول
“تعرضنا لأضرار مادية كبيرة نتيجة لأوضاع كوفيد19، حيث كان الناس يأتون إلى الصالة لممارسة الرياضة، ومع بداية كوفيد19 بدأت الصالات الرياضية تشهد عزوفا عنها من قبل مرتاديها، مع هذه هذا الظرف الصعب كانت خسارتنا المادية كبيرة ولم نحظى بمساعدات مادية من الدولة، كما أن الكثير من معدات الرياضة تعرضت للصدأ والتلف نتيجة لتوقفها عن العمل، وعجزنا عن صيانتها نتيجة لظروفنا المادية، هذا بالإضافة إلى ضياع كافة مدخراتنا في دفع إيجار المحل حتى لا نخسر موقنا الاستراتيجي قبل الجائحة”
ويضيف معط الله : ” رغم أن بعض القطاعات تلقت عونا من الدولة والجهات المعنية، إلا أننا نحن بالخصوص في الصالات الرياضية لم نستفد من هذه المساعدات ولا ندري لماذا، وربما لأنهم يضعوننا خارج تصنيف القطاعات المتضررة”
وعن تأثير توقيت الحظر على الصالات الرياضية التي ينحصر جل عملها في ساعات الليل يقول معط الله: ” في البداية قمنا بتبديل الوقت وتوزيع المنتسبين إلى الصالة إلى فرق من أجل احترام الاجراءات الوقائية وحماية صحتهم، ودمنا على ذلك طيلة شهرين تقريبا ومع زيادة ساعات الحظر قمنا أيضا بتغيير ساعات التدريب من المساء إلى ساعات قليلة صباحا، وهو ما لم يتوافق مع نمط عيش بعض زبناءنا الذين يفضلون عدم الخروج من المنزل صباحا أو تمنعهم انشغالات عملية أو التزامات اجتماعية، مما أثر بشكل كبير على دخلنا وظروفنا.
هذا ليس كل شي بل تفاقم الوضع أكثر بسبب فكاتير الكهرباء وضرورات صيانة المحل، ورغم أن ظروف الجائحة انفرجت وبدأ العالم يتماثل للتعافي منها إلا أننا لا زلنا نعاني تأثيراتها علينا، ولا زلنا تحت بعض الديون من فترة ذروة كوفيد”
سيد محمد(31 عاما) مالك صالحة GAZA GYM:
” واجهنا الكثير من الصعوبات في ظرفية جائحة كرونا وتبعاتها، فقد أضفت الجائحة بتأثيراتها على مختلف جوانب الحياة الإنسانية ككل، وعلى وجه الخصوص الحياة اليومية الرياضية، بدءا بالمضايقات الزمنية – المتمثله في الحظر الذي فرضته الدولة من أحل محاحاصرة الجائحة – الذي ينتهي به الدوام عند الساعة السادسة مساء وصولا إلى الساعة الثامنة مساء، بالإضافة إلى حظر الأنشطة الرياضية مخافة تناقل العدوى بين المواطنين، وانتهاءً بالذعر الذي دب في نفوس الناس.
كلها عوامل جعلت الرياضة في فترة الجائحة شبه متوقفة
وهو ما أثر سلبا على الرياضيين من جهة بتراجع مستوياتهم وزيادة وزن بعضهم أو التأثير على بناء جسدي كان يعمل عليه، كما أثر على الصالات اقتصاديا بالتوقف وتعطل أنشطتها وتراكم ديون أصحابها وتوقف دخلهم الوحيد.
لقد كان الأمر صعيبا جدا علينا كأصحاب صالات ورياضيين، إذا لم ترحمنا ظروف الجائحة ماديا ولا حتي نفسيا”
عبد الرحمن (22 عاما) أحد مرتادي القاعات الرياضية أثرت الجائحة على روتينه الرياضي وتسببت له في زيادة وزن غير متوقعة، يصرح لنا قائلا: ” بالنسبة لي كوفيد19 كان سجنا لنا كرياضيين حث أقعدنا في المنازل وأفسد روتيننا الرياضي، فأنا مثلا كنت أتمرن كل مساء وأعمل على بناء جسم رياضي كلفني عاما من الرياضة، ومع مجيئ كوفيد19 استحالت كل هذا التراكم الرياضي هباء منبثا، لقد زاد وزني من كثرة الجلوس في المنزل وتغير نمط غذائي وعدم ممارستي للرياضة…كرياضيين أعيانا هذا الكوفيد19 كثيرا ونرجوا أن نتغلب على تأثيراته قريبا”
يجمع أصحاب الصالات الرياضية ومرتادوها على أن كوفيد19 أثر كثيرا على نشاطهم الرياضي على الصعيد البدني والاقتصادي والنفسي وما زال الكثير منهم تحت تأثيراته في هذه الأبعاد الثلاثة حتى بعد انفراج الجائحة وعودة الناس إلى الحياة الطبيعية بشكل تدريجي.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية