خدمات التوصيل تزدهر بفعل الجائحة
ارتفعت مبيعات تطبيقات توصيل الطلبات للمنازل بشكل مذهل نتيجة الإغلاق الإلزامي للمطاعم بسبب جائحة كورونا، فقد شهدت تطبيقات توصيل الطلبات الإلكترونية إقبالًا كبيراً من طرف المستخدمين خلال أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، ومكنتهم من الحصول على احتياجاتهم اليومية وهم في منازلهم.
وانتشرت العديد من التطبيقات الإلكترونية التي وفرت خدمات شراء وتوصيل المواد الغذائية والتموينية وغيرها، فكان منها ما يقدم خدمة الشراء والتوصيل، وأخرى تقدم خدمة التوصيل فقط، كتطبيق المرسول وهو تطبيق توصيل تضع طلبك خلاله ليصلك إلى المنزل.
كما اعتمد أصحاب السوق موزعين يكونو في المتناول.
يقول محمد السالم (صاحب مطعم يعتمد خدمة التوصيل): بما أننا ملزمون باتباع معايير السلامة التي حددتها وزارة الصحة ونظرا للاغلاق الذي طالنا خلال الإجراءات أنشأنا خدمات التوصيل، بحيث يتصل بنا الزبون ونحن نتواصل مع صاحب التوصيل حيث يوصل له طلبه، وهكذا نتقيد بالاجراءات ويستمر عملنا في الظروف الصحية الصعبة التي كنا نمر بها حينها”
ويضيف: “أن خدمة التوصيل ظهرت كنوع من أنواع التجارة الإلكترونية” مشيراً إلى أن هذه الخدمات شهدت إقبالًا كبيرًا ولم يقتصر على توصيل طلبات المطاعم فقط، بل شمل توصيل الأدوية والمستحضرات الطبية ومنتجات صالونات التجميل والمكاتب، والأفرشة وأضافت أن عدد الأطعمة التي تم إيصالها عبر التطبيق خلال فترة الحظر التي فرضتها الجهات المعنية تفادياً لانتشار فيروس كورونا تجاوز الـ 20 ألف مؤكدا على الالتزام بوسائل الوقاية والسلامة العامة من خلال تعقيم سيارات التوصيل يومياً والتزام مندوبي التوصيل بالشروط والاحترازات الصحية والوقائية من خلال التعقيم اليومي.
وبين أنه تم تفعيل إمكانية (التوصيل دون لمس) من خلال التعامل بتطبيقات نقدية مثل “بنكيلي “والتحويلات النقدية تعني إلغاء الدفع النقدي واعتماد الدفع الإلكتروني، بحيث يصل الطلب للزبون دون التعامل مع السائق.
في ذات السياق يقول علين (عامل توصيل على دراجه) إن هذه الخدمات وفرت له فرصة عمل جيدة كما أن قدرة دراجته على تخطي بعض الزحمة مكنته من توصيل الكثير من طلبات مع إلتزامه بكل الاجراءات وأخذ اللقاح مؤكدا أهمية موضوع التوصيل، مبيناً أن هذه الخدمة لم يسلط عليها الضوء كما يجب رغم أنها من أهم القطاعات التي عملت خلال جائحة كورونا في الفترة الماضية وشجعت المواطنين على البقاء في المنزل قدر الامكان ودعم المجهودات من خلال تثقيف العملاء حول الإجراءات الواجب اتخاذها كما كانت هناك خطة منتظمة من خلالها تمكنا كموظفي التوصيل من تغيير القفازات وتنظيف الصناديق.
محمد الامين، سائق باص في إحدى الشركات النقل يقول: فرضت علينا الجائحة تحديات غير مسبوقة كعاملين في قطاع النقل بدأ ذلك بحظر السفر بين الولايات للحد من تفشي الفيروس وبالنتيجة، حدث انخفاض حاد في إيرادات النقل نتجت عنه مجموعة واسعة من التحديات على المديين القريب، والبعيد انطلاقاً من تخفيض الرواتب والاستغناء عن الموظفين، وليس انتهاءً باضطرار عدد من الشركات الراسخة إلى الإغلاق نتيجة عدم تمكّنها من المحافظة على السيولة المالية اللازمة خلال فترة انقطاع التشغيل لكن خدمة التوصيل البضائع بين الولايات وفرت لنا دخل وخفضت علينا جزء من المعاناة كمعلين للأسر حتى كانت منقذ لنا ونحن نتقيد بالاجراءات من أجل حماية الجميع وتحمل المسؤولية.
ويري الخبير الاقتصادي عبدالقادر محمد أن خدمات التوصيل مازالت ضعيفة، ودون المستوى، رغم أنها لعبت دورا أساسيًا في ظل إزدهار وسائل التواصل والتعامل عبر هذه التطبيقات، وإن كانت هنالك مجالات انتعش فيها الطلب على خدمات التوصيل كالمطاعم الكبيرة التي تروج خدماتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتوفر خدمات توصيل.
كما انتعشت أيضا في بعض جوانب سوق البضائع، حيث أقبل أصحاب المحلات على الانخراط في هذه المهنة أو وضعها ضمن خياراتهم التجارية، لما توفره من فرص عمل جديدة وكسب للوقت.
بالرغم من كونها لم تصبح بعد مؤسسات كبيرة، فإن خدمة التوصيل تكون غالبا تابعة للمحلات أو المطاعم نفسها.
وتنتشر خدمات التوصيل أكثر في الأحياء الراقية كمنطقة تفرغ زينة، مقارنة مع الأحياء الأخري.
بالمجمل مازلت خدمات التوصيل تتمركز أكثر في العاصمة نواكشوط، وتظهر بشكل خجول في الولايات الداخلية، نتيجة لغياب ثقافة التسوق الالكتروني في تلك الأوساط.
مريم إبراهيم
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.