كتب عبد الله محمد ٱمون..القصة… من زاوية أخرى
منذ يومين ولا تكاد تخطو بين جدران العالم الأزرق إلا وتعثرت بصورة لهذا الشاب ممهورة بكثير من عبارات الثناء والإعجاب والتقدير لأنه بقي بجانب ابن وطنه الذي كان يودع مرتحلا إلى الدار الآخرة
وقبل أن أطرح تساؤلات جوهرية دعوني أضعكم في الصورة حسب المتواتر من روايات الناقلين عن الشاب “البطل”
ملخص القصة أن خمسة شباب موريتانيين كانو بستقلون سيارة أجرة متوجهين الى نقطة معينة في المكسيك وفجأة اكتشفوا أن السائق انحرف عن الطريق المعهود سالكا طريقا آخر فكانت ردة الفعل التي اتفقوا عليها هي القفز من سيارة تسير بسرعة كبيرة كما نقلت المصادر مما أدى الى إصابة الشاب المرحوم إصابة أدت لاحقا إلى وفاته
الأسئلة:
هل كان القفز من السيارة الحل الوحيد والأمثل؟
كيف لشخص واحد مشغول اليدين بمقود السيارة أن يشكل خطرا – يستدعي القفز من سيارة مسرعة – على خمسة شبان يفترض أن ثلاثة منهم يجلسون خلفه؟
كيف لم يفكر أحد الخمسة، أو على الأقل،أحد الجالسين خلف السائق مثلا في تثبيته من عنقه أو ضربه أو القيام بأي تصرف حصيف بدل أن يتسابقوا جميعا إلى القفز كالأرانب المذعورة؟
قد يقول قائل “الي ماهُ في الديگة ارجيل” وأنا هنا لا ادعي الشجاعة، لكن الموقف واضح (5 يتكلمون لغة واحدة في مقابل 1 مشغول بالسياقة ولا يفهم لغتهم) الم يكن المنطق يستدعي الاتفاق على تثبيت العدو المنفرد بدل الإلقاء بالنفس الى التهلكة بالقفز من سيارة مسرعة؟
نعم كان بقاء الشاب مع زميله المصاب تصرفا شهما ونوعا من الشجاعة لكنها شجاعة في الوقت الضائع،
الشجاعة إن لم تأت في وقتها فلا فائدة منها،
كان وقت الشجاعة المحمودة هو عندما قرر السائق الخسيس أن يختطف الشباب في تصرف ينم عن كثير من الاحتقار والاستصغار لرجولتهم وشجاعنهم.
لو كان الرجل واقفا أمامهم حاملا سلاحه لقلت إن عليهم الانصياع لأوامره لأن الرصاصة في يد أجبن الرجال تستطيع قتل أقوى واشجع الرجال، لكن أن يكون السائق منفردا ومشغول اليدين كما تواتر عليه رواة الأحداث فلا وكلا.
في رأيي أن هذا النوع من الشباب يجب أن يبقى بين ذويه بدل التفكير في الهجرة غير الشرعية التى تستدعي بعض “لگطوعية” و شيئا ولو بسيطا من “متن الگلب”