كتب أميي عبد الودود..قديما قالت العرب : ” رب اخ لك لم تلده امك “
استيقظنا فجر الثلاثاء الماضي على محنة اصابة الشيخ محمد سالم اليدالي – عليه من الرحمة غاديات وروائح – إثر محاولته التخلص من سيارة لم تعد مأمونة في بلاد
المكسيك حيث تحول بيننا معها مفازات وابحر وجبال ولا علاقة لبلدنا معها علاقة تسمح بأنسياب حركة التنقل لذلك تطلبت إجراءات النجدة بعض الوقت وما لبث المحنة ان تلتها فاجعة الأنتقال الى الرفيق الأعلى . لف
لكن الشيخ الشاب في ربيعه السابع والعشرين هاجر من بلاده بحثا عن عيش كريم تحدوه قناعة وزهد في ما عند الناس ورثهما كابرا عن كابر والذي وجد نفسه في أرض غريب الوجه واليد واللسان فيها. قيض الله له افذاذا من فصيلته في الشهامة والعز والإباء فسطروا الى جانبه ملحمة تاريخية جديرة بالتدريس في الجامعات ومقررات الاخوة والتضامن .
سواء في ذلك من لازموه مثل سيدي ولد امبابية الحسني وأخوه الراجل وباباه ولد انكوده والذين احتُجزوا من رفاقه اثناء الحادثة من طرف عسعس الهجرة المكسيكية حين فُصل بينهم معه واعينهم تفيض من الدمع حزنا ان لا يرافقوه بعد ان استنفروا باباه للمهمة التى تطلبت نقل الشيخ الى مكان الاسعاف الاولي ثم الى المستشفى وإجراء الفحوصات والتواصل مع الاهل ثم الشروع في تسلم الجثمان بعد ان قضى الله أمره ومباشرة إجراءات التجهيز والنقل بالغةالصعوبة . كل ذلك والأخوة يواصلون الليل بالنهار دون ملل او كلل فو الله لقليل في حقهم ان ننشد :
جَزى اللَهُ عَنّا جَعفَراً حينَ أَزلَقَت
بِنا نَعلُنا في الواطِئينَ فَزَلَّتِ
هُمُ خَلَطونا بِالنُفوسِ وَأَلجَأوا
إِلى حَجَراتٍ أَدفَأَت وَأَظَلَّتِ
أَبَوا أَن يَمَلّونا وَلَو أَنَّ أُمَّنا
تُلاقي الَّذي لاقَوهُ مِنّا لَمَلَّتِ
فَذو المالِ مَوفورٌ وَكُلُّ مُعَصَّبٍ
إِلى حُجُراتٍ أَدفَأَت وَأَظَلَّتِ
وَقالَت هَلُمّوا الدارَ حَتّى تَبَيَّنوا
وَتَنجَلِيَ العَمياءُ عَمّا تَجَلَّتِ
وَمِن بَعدِما كُنّا لِسَلمَى وَأَهلِها
قَطيناً وَمَلَّتنا البِلادُ وَمُلَّتِ
سَنَجزي بِإِحسانِ الأَيادي الَّتي مَضَت
لَها عِندَنا ما كَبَّرَت وَأَهَلَّتِ